كنيسة سيّدة الورديّة في بلدة ذوق مصبح، معروفة شعبيًا باسم “السيدة السمرا”. شيّدها وجهاء آل حقلاني الوافدون من جرود جبيل بين عامي 1703 و1704 على تلة مشرفة، فوق أنقاض كنيسة أقدم عهدًا، فغدت أقدم كنيسة رعوية قائمة في البلدة، بل وأكبر كنائس كسروان في ذلك العصر. وقد تميّز بناؤها الضخم بطابع معماري يمزج بين الفن الماروني التقليدي من الجيل الرابع وفن العمارة الحربي، ما منحها طابعًا شبيهًا بالقلعة.
حين انتُخب المطران عبدالله قرعلي أسقفًا، جعل من هذه الكنيسة مقرًّا لكرسي بيروت، وفيها أُقيمت للمرة الأولى رتبة “زيّاح الوردية الكبير”.
تضم الكنيسة عددًا من اللوحات الزيتية القيّمة من القرن التاسع عشر، وذخائر مقدّسة من عود الصليب وبعض القديسين. وتبقى أبرز مقتنياتها اللوحة الأساسية لسيدة الورديّة، والتي تعود إلى القرن السادس عشر، وتُظهر العذراء مريم بملامح شرقية، حاملة طفلها الإلهي، ومحاطة بالقديسين عبد الأحد وكاترين السيانية، ومجلّلة بأسرار الورديّة الخمسة عشر.
سُمّيت بـ”السيدة السمرا” نسبة إلى اللوحة الأصلية التي تُظهر سمار بشرة العذراء، ويُعتقد أنها من أقدم الكنائس في لبنان المكرّسة على اسم سيدة الورديّة.
وفي عام 1965، أُدرجت الكنيسة ضمن لائحة الأبنية الأثرية اللبنانية، بقرار صادر عن وزير التربية والفنون الجميلة آنذاك.