من هي اليسار؟

هي ابنة مولون ملك صور الذي حكم بين 821- 855 ق.م. وحفيدة ابتو بعل ملك صور ايضا، وزوجة زيكار بعل الكاهن الأكبر في هيكل ملقارت.
بعد وفاة والدها تفاقمت الخلافات بينها وبين اخيها بجماليون الذي استأثر بالملك، وانحاز إليه حزب الفقراء وعامة الشعب، بينما تزعمت اليسار فريق الأغنياء والأرستوقراطيين. ونتيجة هذا الخلاف نشبت ثورة قتل فيها الكاهن الأكبر زوج اليسار وخالها.

في هذه الثورة هزمت اليسار، فقررت الهرب من صور خوفا من أخيها، وتمهيدا لهربها هيأ لها أنصارها السفن اللازمة، وكان معهم في هذا الهروب أحد النبلاء واسمه برقة، كان قائدا عسكريا.وبعد هروبها أطلق عليها أهل بلادها اسم ديدو أي الهاربة. أبحرت اليسار ومن معها وطلبت منهم ان يتزوجوا من بعضهم لأنهم سيبحرون الى بلاد بعيدة. في ابحارهم مروا بقبرص وتابعوا حتى وصلوا الى شواطىء افريقيا الشمالية(تونس حاليا)، حيث توقفوا هناك كحالة استقرارية فخطرت على بال اليسار فكرة بناء بلدة صغيرة، وتقول الأسطورة أن ملك تلك المنطقة رفض أن يبيعها ارضا الا بمساحة جلد ثور، فقبلت ،ثم قصت الجلد الى خيوط رفيعة جدا وصلتها ببعضها فغطى الخيط مساحة واسعة بنت فيها البلدة وسمتها(قرت جدت) أي القرية الجديدة كان ذلك عام 820 ق،م. سماها اليونان فيما بعد كرشيدون وسماها الرومان كرشاكو وترجمت إلى الفرنسية كرتاج، وأخيرا عربت إلى قرطاجة.
كثيرون كتبوا عن قرطاجة وألفوا حولها الأساطير، إحداها تقول ، إنه بعد استقرار اليسار ومواطنيها، طلب منها ملك تلك البلاد ان يتزوجها وهدد بحرق البلدة إن رفضت، وتتابع الأسطورة، أن أليسار تظاهرت بالقبول، ولأنها لم ترغب بالزواج منه، ولكي تنقذ بلدتها رمت نفسها بالنار .


يروى أن البلدة ارتبطت بصور ولقبت ابنة صور واستمرت في دفع الضرائب الى صور حتى سنة 500ق.م.
خاضت قرطاجة فيما بعد عدة حروب مع روما، وظهر فيها نوابغ وقادة عسكريون منهم هملقار برقة وابنه هنيبعل الذي يعتبر من أهم النوابغ العسكريين ، كما ظهر فيها الرحالة حنون الذي دار حول افريقيا ، وايضا العالم الزراعي ماغون، والشاعر طبرانوس عاقر الذي لقب بامير الشعراء اللاتين وغيرهم كثير سواء في الفلسفة أو الأدب أو الطب.
يسمونها عليسة في تونس اليوم و كرموها بأن وضعوا صورتها على عملتهم الورقية، و لها تمثال في متحف اللوفر.

اترك تعليقاً