ولد فيلمون وهبي الملقب بإبن الشعب عام 1916، في بلدة كفرشيما، بدأ حياته الدراسية في مدرسة “الشويفات الدولية”، لكن موهبته الفنيَّة برزت باكراً، ومنذ البداية تملَّكته وراحت تحفر علاماتها.
بدأ وهبي مشواره الفني من خلال العمل في إذاعة القدس، كمغني وملحن، ثم انتقل إلى إذاعة الشرق الأدنى تحت إدارة المخرج الفلسطيني صبري الشريف، واجتمع في مطلع الخمسينات مجموعة من الموهوبين ممن شكلوا جيل من رواد الأغنية اللبنانية، ضمّ الأخوين رحباني وزكي ناصيف وتوفيق الباشا وحليم الرومي ووديع الصافي وفيروز وصباح ونصري شمس الدين إلى جانب فيلمون وغيره.
نجح وهبي في اختراق الطوق الرحباني حول فيروز فكان تعاونه معها قمة نجاحه. ألحانه لها ناهزت ٢٧ لحناً، منها: “جايبلي سلام”، “يا مرسال المراسيل”، “يا دارة دوري فينا”، “من عز النوم بتسرقني”، “ليلية بترجع يا ليل”، “فايق يا هوى”، “صّيف يا صيف”، “أنا خوفي”، “يا كرم العلالي”، “طيري يا طيارة”، “على جسر اللوزية… وقد وصفته السيدة فيروز بـ “شيخ الملحنين” .
فاق عدد ألحان فيلمون وهبي الألفي لحن، نصيب صباح منها تجاوز مئة أغنية من أنجحها “دخل عيونك حاكينا” و”ع العصفورية”، كما لحّن لوديع الصافي “بترحلك مشوار” ونصري شمس الدين “هدوني هدوني” وسميرة توفيق “يا هلا بالضيف” وعصام رجي وملحم بركات وسواهم من الفنانين اللبنانيين، إضافة لفنانين كبار في العالم العربي من بينهم وردة الجزائرية وشريفة فاضل وفايزة أحمد.
برع فيلمون كذلك في التمثيل على المسرح الرحباني. أبرز المسرحيات التي شارك فيها: “يعيش يعيش”، “ناس من ورق”، “بياع الخواتم”، “لولو”، “ناطورة المفاتيح” و”المحطة”… وهو كتب مسرحيات بالإشتراك مع الشاعر جورج جرداق، ابرزها “قضية وصراحة” التي مثَّل فيها مع الفنان السوري دريد لحام. كما شارك كتابة وتلحينًا وتمثيلاً في مسرحية “ست الستات” لصباح مع وسيم طبارة.
رافق الرحابنة عام السينما بشخصية سبع في “بياع الخواتم”، وكانت له إطلالات في “عروس لبنان”، “موعد مع الأمل”، “مرحبا ايها الحب”، “معبد الحب”، و”نساء في خطر” مع أنطوان كرباج.
أمضى فيلمون وهبي أيامه الاخيرة في المستشفى وهو يصارع مرض السرطان ورحل في 5 تشرين الثاني عام 1985 .
Share via: