فرح أنطون

وُلد فرح أنطون عام 1874 فى طرابلس من أسرة أرثوذكسيّة. وقد تعلم فى مدرسة كفتين فى الكورة، وسافرَ إلى مصر عام 1897، وأَصدر فى الإسكندريّة مجلّة “الجامعة” فى أيار عام 1899، ثمّ هاجرَ إلى نيويورك عام 1906 واستأنفَ إصدارها هناك، لكنّه لم يلبث أن عاد إلى القاهرة واصدر منها عددين .

خلال الحرب العالَميّة الأولى توقَّف عن الكتابة، وتحوَّل إلى العمل فى المسرح، ثمّ دخل فى حزب الوفد بعد ثورة عام 1919 فى مصر ليعاود العمل في الصحافة.
تجلّت مبادئ أنطون السياسيّة والاجتماعيّة والفلسفيّة فى مَقالاته فى “الجامعة” وفى كِتابه ابن رشد والكُتب اللّاحِقة وأخصّها الدّين والعِلم والمال والوحش، الوحش، الوحش وأورشليم الجديدة، حيث تُشكِّل مسائل الدّين والعقل والعِلم والعلمانيّة والاشتراكيّة الموضوعات الرئيسة لتلك المؤلّفات.

رحلَ فرح أنطون عام 1922 فقيرًا كئيبًا، فلم يَجنِ من الصحافة سوى التعب وقد عبَّر عن ذلك بقوله: “لقد ضحّينا فى سبيل الجامعة بكلّ شىء… إنّ صناعتنا شقيّة فى بلادنا ولغتنا… فلَو أَنفقنا من المال والوقت والتعب ما لو أنفقنا نصفه فى أى عمل لكان عاد علينا بألوف الأموال”. ولعلّ فى ما قالته الأديبة مى زيادة في فرح أنطون خير تعبير عن مُعاناته: “أثرٌ عميق كئيب كان ينطق من صوته ونظره وسكونه، حتّى ومن ابتسامه، حتّى ومن تحمّسه ــ وهو اقتناعه الصميم بأنّه لن يَتدوْزَن ومُحيطه، وأنّ مُحيطه لن يَتدَوْزن وإيّاه”.

اترك تعليقاً